بما حدث له في ليلته تلك

في ظل غرفته المتواضعه
وقد إنتصف عليه الليل
أخذ كتابا من كُتبه المتعددة
بعد ما جهز كوبا ساخنا من القهوة
ظل يقرأ في كتابه الذي أمسكه
لحظه
سمع صوتا خافتا
من خلف الشباك
ألقى كتابه على الأرض
وأزال الستاره من الشباك
وإذ برجل ذو منظر وحِش من خلف زجاج الشباك
بيده مسدسا موجهه نحو صوبه
طالبا أن يرفع يداه للأعلى
قائلا له أي حركة سوف أطلق النار عليك
فكر الرجل ماذا يفعل
بذلك المجرم الخطير
طلب منه أن لا يستعجل بطلق النار من مسدسه
قال له لقد أمهلتك
ماذا لديك
قال له إنني رجل وحيد
عشت يتيما فقيرا
وأنظر إلي حالي أين أعيش
إنها غرفة متواضعة صغيرة
لا فرش عليها ولا لحاف أتغطى به
لا أملك درهما ولا دينار
بعد أن سمع المجرم كلام الرجل
ألقى مسدسه على الأرض
قائلا له :
طالما أن الأمر كذلك
سوف أخلي سبيك
ولن أمسك بسوء
وذهب عنه
وأغلق الرجل الشباك
وماهي إلا برهه
وإذ بصوت شديد يعود مرة أخرى
من تلك الناحية الغربية من الغرفة
إفتح الباب إفتح الباب
وإلا سوف أقتلك
إختبأ الرجل تحت شرشفه المتمزق
وإنتابه الخوف والرعشه
فجأة :
سقط عليه عامودا خشبيا صغيرا من أعلى سقف الغرفة
صوتا أخرا بالمطبخ
إنها أصوات صحون وملاعق تتساقط من أعلى الدولاب
البيبان تتصافق بعضها في بعض
الرجل مازال تحت شرشفه متلحفا خائفا
دون أي حركة
فجأة
سكنت تلك الأصوات المخيفة
نهض على قدميه
بعد أن زال الخوف منه
وبدأ يتفقد غرفته ومطبخه يمينا ويسارا
بما حدث له في ليلته تلك
لم يرى شيئا
فالوضع سليم كما هو
لم يتغير
ولم يحدث شيئا .

تفجع