![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[41] | ||
|
![]() الحمد لله الذي خلقنا عرباً وجعلنا مسلمين رحم الله والديك |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[42] | ||
|
![]() علم العرب بالأخبار مَن تتبع شعر العرب واستقراه , ووقفٍ على ما قالوه من مُثل واستقصاء , تبين له ما كان للعرب الأولين من اليد الطولى والقدم الراسخة في معرفة أخبار الأمم الماضين , وأخلاقهم وسيرهم , ودولهم وسياستهم , لا سيما شعرهم فهو سجل أخلاقهم , وخزانة معارفهم , ومستودع علومهم , وحفظ آدابهم , ومعدن أخبارهم , ومرجعهم عند اختلافهم في الانساب والحروب , فلذلك قيل " الشعر ديوان العرب " وعليه قول قائلهم : الشعر يحفظ ما أودى الزمان به ..... والشعر أفخر ما يُنبي عن الكرم لولا مقال زهيرٍ في قصائــــده ..... ما كنت تعرف جوداً كان في هَرِم ومن شعرهم دونت الكتب المؤلفة في أحوالهم وأديانهم , وما كانوا عليه أيام جاهليتهم , ومن شعرهم ترجح القول بأن ذا القرنين كان من العرب , فقد أكثروا ذكره في أشعارهم , فقال أعشى بن ثعلبة : والصعب ذو القرنين أمسى ثاوياً ..... بالحِنْوِ في جدثٍ هُناك مقيم وقال الربيع بن ضبيع : والصعب ذو القرنين عمّر ملكه ..... ألفين أمسى بعد ذاك رميما وقال قُسْ بن ساعدة : والصعب ذو القرنين أصبح ثاوياً ..... بالّلحْدِ بين ملاعب الأرياح وقال تبع الحميري :قد كان ذو القرنين قبلي مسلماً ..... ملكاً تدين له الملوك وتحشدُ من بعده بِلْقيس كانــت عَمّتــي ..... ملكتهمُ حتـى اتاهـا الهُدْهُـــدُ وقال بعض الحارثيين يفتخر بكون ذي القرنين من اليمن يخاطب قوماً من مُضر : سَمّوا لنا واحداً منكم فنعرفه ..... في الجاهلية لاسم الملك محتملا كالتبعين وذي القرنين يقبله ..... أهل الحجا واحقّ القول ما قُبِـــلا وقال النعمان بن بشير الأنصاري : ومن ذا يعادينا من الناس معشر..... كرام وذو القرنين منا وحاتمِ لُقِيْمُ بن لقمان من أختهِ ..... فكان ابن أختٍ له وابنما ليالي حُمِّقَ فاستحصنتْ ..... عليه فغرَّ بها مظلمـــــا فغرّ بها رجل محكــــم ..... فجاءت به رجلاً محكمــا ويليه بحث آخر بحول الله |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[43] | ||
|
![]() {وذلك أن أخت لقمان قالت لامرأة لقمان : إني امرأة محمقة , ولقمان رجل منجب محكم , وأنا في ليلة طهري , فهبي لي ليلتك , ففعلت فباتت في بيت امراة لقمان , فوقع عليها , فأحبلها بلُقَيْم } التعديل الأخير تم بواسطة أبو مروان ; 07-02-2016 الساعة 01:51 AM |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[44] | ||
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[45] | ||
|
![]() لا، ليس هذا "لقمان" والذي ولده من اخته والذي يُسمّى لقيماً هو لقمان الحكيم عليه السلام، فقد ورد في "أحكام القرآن الكريم" لابن العربي، فصل ذلك والجواب عليه ولقد وردت في مقال شيخنا أبي عمر، لقمان بن عاد..ومنه أنقل لكم ما قاله :"المسألة الثالثة : ذكر المؤرخون أنه كان لقمان بن عاد الأكبر ، وكان لقمان الأصغر ، وليس بلقمان المذكور في القرآن . وكان لقمان هذا الذي تذكره العرب حكيما . [ ص: 529 ] وفي أخبارها أن أخت لقمان كانت امرأة محمقة ، وكان لقمان حكيما نجيا ، فقالت أخته لامرأته : هذه ليلة طهري فهبي لي ليلتك ، طمعا في أن تعلق من أخيها بنجيب ، ففعلت ، فحملت من أخيها ، فولدت لقيم بن لقمان ، وفيه يقول النمر بن تولب : لقيم بن لقمان من أخته فكان ابن أخت لها وابنا ليالي حمق فاستحصنت أمّا هذا الذي وقع على أخته دون درايته وبعد سُكره من زوجته، فقد ورد ذكره في كتاب : الأمثال -المؤلف : المفضل الضبيعليه فغر بها مظلما فقر به رجل محكم فجاءت به رجلا محكما أرجو أن أجبتك نيابة عن شيخنا الحبيب |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[46] | ||
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[47] | ||
|
![]() بارك الله فيكم جميعا |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[49] | ||
|
![]() هو المفضل بن محمد بن يعلي بن عامر الضبي، أبو العباس (...- 168 هـ / ...- 784 م) راوية، علامة بالشعر والادب وأيام العرب. ومع معاصره ومنافسه حماد الراوية كانا أول من جمع المعلقات السبع. إلا أن المفضل الضبي وضع مختارات أوسع وأغزر من مختارات حماد الراوية. وكان المفضل ينتمي إلى بيت من بيوتات العرب بالكوفة ، من بني ثعلبة بن السيد بن ضبة، وأشهر علمائها. لا أعرف تاريخ ميلاده بالتحديد فلم أعثر عليه. انضم إلى شيعة العلويين، فقاتل العباسيين مع ابراهيم بن عبدالله بن الحسين. وبعد هزيمة إبراهيم ظفر أبو جعفر المنصور العباسي بالمفضِّل ثم عفا عنه لكونه أحفظ الكوفيين للشعر وجعله مؤدباً لابنه محمد المهدي الخليفة اللاحق. توفي المفضل الضبي حوالي سنة 168 هـ..وهو أسبق من ابن الكلبي الرافضي صاحب الأساطير والخرافات وإن اعتمد في مؤلفاته ما كتبه وألّفه الضبّي..ومُؤَلَّفُه هذا "الأمثال" يعود الى عام 150 هـ. أمّا من أين جمعه، فإليك الرابط من كتابه والمحقق له https://archive.org/stream/AMTHAL#page/n11/mode/2up بارك الله فيكم جميعا |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[50] | ||
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[51] | ||
|
![]() هو لقمان بن عاد الأكبر ... ولُقيم ابنه !!! رحم الله والديك |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[52] | ||
|
![]() ما كان للعرب من المعرفة بعلم الملاحة إعلم أن من العرب كان يسكن جزيرتهم سواحل بحر القلزم " الأحمر " , ومن جهة الجنوب بحر الهند المتصل به بجر القلزم , ومن جهة الشرق خليج العرب الخارج من بحر الهند الى الشمال الى بلاد البحرين والعراق , وهناك بلاد كثيرة من اليمن والحجاز وعمان والبحرين , وغير ذلك مما يطول ذكره ... كان سكنة هذه البلاد والأقطار كلهم من العرب , ولهم متاجر في الهند والحبشة والروم وغيرهم , فكانوا ممن تمَسْ حوائجهم ركوب البحر , ومعاناة سيره , والقيام بما يعين على ذلك وهو " علـــم الملاحـــة " الذي أطنب المؤلفون الكلام عليه , وفي عدة آيات من الكتاب الكريم دلالة على ركوبهم البحر , وجري الفلك بهم , واهتدائهم في سيرها إذا اشتد الظلام بنجوم السماء وكواكبه المعلومة لديهم ! وكذلك في الأحاديث ما يفيد ذلك , وفي شعرهم أيضاً ما يستدل به على ما ذكرنا , قال عمرو بن كلثوم التغلبي في معلقته : ملأنا البر حتى ضاق عنا ..... وماء البحر نملؤه سفينا إذا بلغ الفطام لنـا صبــيٌّ ..... تخِرُّ له الجبابرُ ساجدينا وقال طرفة بن العبد : كأنَّ حُدوجَ المالكيـــةِ غُـــدْوَةً ..... خلايا سَفينٍ بالنواصف مــن دَدِ عَدوليّةٌ أو من سفين ابن يامنٍ ..... يجور بها الملاّح طَوراً ويهتدي يَشُقُّ حُباب الماء حيزومها بها ..... كما قَسَم التُّرْبَ المفايل باليــــدِ مُعَبَّدَة السقائف ذات دُسْرٍ ..... مُضَبَّرَة جوانبها رداح يَكبّ الخليّة ذات القلاع ..... وقد كاد جؤجؤها ينحطم وجاريةٍ قعدتُ على صَلاَها ..... أدارىء صدرها بالقيقلان والمِرساة آلة ترسى بها السفينة ! وهي حديدة تُلقى في الماء متصلة بالسفينة فتقف , والمَرْساة بفتح الميم البقعة التي رست فيها السفينة , والرُّبَّان بالضم رئيس الملاحين كالرباني , والنُّوتي الملاح والجمع النَّواتي , والعَرَكيّ الملاّح أيضاً , والملاح الذي يلي الشراع , والمِلاح ككتاب ريح تجري بها السفينة , والنوْل جُعْلُ السفينة , الى غير ذلك مما هو معلوم للمتتبّع , ومن أسماء السفينة : الفلك , والقُرقُور , والجارية , والخلية " اسماء للسفينة الكبيرة " , ومن اسماء الصغيرة : الزورق , والبوص , وقال الجوهري : والبوصييُ ضرب من سفن البحر ! وقال الأعشى : والقارب سفينة صغيرة تكون مع اصحاب السفن البحرية تُستخَف لحوائجهم , وعلم الملاحة علم واسع موقوف على معارف كثيرة , منها معرفة سموت الأبحر , ومعرفة مهاب الرياح , وعواصفها ورخائها وممطرها وغير ممطرها وسائر الأنواء , ومعرفة ما في البحار من الجبال والجزر , ومعرفة صناعة النجارة ...مثل الفراتيّ إذا ما طمى ..... يقذف بالبوصي والماهر قال ابن خلدون : قد يحتاج الى صناعة النجارة في إنشاء المراكب البحرية ذات الألواح والدُّسُر , وهي أجرام هندسية صنعت على قلب الحوت , واعتبار سبحه في الماء , بقوادمه وكلكله , ليكون ذلك الشكل أعون لها في مصادمة الماء , وجعل لها عوض الحركة الحيوانية التي للسمك تحريك الرياح , وأنت تعلم أن السفن في قدبم الزمان , لم تكن صناعتها مُتقنة كل الإتقان , فماءٌ ولا كصدَّاء , ومرعى ولا كالسعدان ... ويتبع بحث آخر بحول الله |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[53] | ||
|
![]() بارك الله فيكم وفي علمكم وحلمكم شيخنا الغالي ابوعمر |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[54] | ||
|
![]() علم الاهتداء في البراري وهو علم يتعرف به أحوال الأمكنة من غير دلالة عليه بالإمارات المحسوسة دلالة ظاهرة أو خفيّة بقوّة الشامة فقط , لا يعرفها إلا من تدرب فيها كالاستدلال برائحة التراب , ومسامتة الكواكب الثابتة , ومنازل القمر , إذ لكل بقعة رائحة مخصوصة , ولكل كوكب سمت يهتدى به كما قال الله تعالى : { وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } ونفْع هذا العلم عظيم بَيِّن وإلا لهلكت القوافل , وضلّت الجيوش , فضاعت في البراري والقفار ... والعرب لوقوفهم على معرفة الكواكب والأنواء ومهب الرياح وصفاتها , ولَوَجانهم في البراري والقفار , كانوا أعرف الناس بهذا العلم , ولا بد من إيراد مثال لذلك ليعلم من وقف على هذا المقام كيقية اهتدائهم واستدلالهم ... فمن أراد منهم ان يسافر الى ( مكّـــة ) نظر الى أثبت النجوم دلالة وأقواها وهو القطب الشمالي لأنه لا يزول عن مكانه , ويمكن لكل احد معرفته , لكن تختلف دلالته باختلاف الاقاليم , فبالعراق وما وراء النهر يجعله من قصد مكّة من المسافرين خلف أذنه اليمنى , وبمصر خلف أذنه ليسرى , وباليمن قبالته مما يلي جانبه الأيسر , وبالشام وراءه , وقيل ينحرف بدمشق وما قاربها الى الشرق قليلا ... ثم بعد ذلك الجدي والفرقدان , والقطب نجم شمالي خفي حوله أنجم دائرة كفراشة رحى أو كسمكة في أحد طرفيها الفرقدان , وفي الطرف الآخر الجدي , والقطب في وسط الفراشة لا يبرح مكانه دائماً , ولا يراه إلا حديد البصر في الليلة الظلماء , ويُستدَل عليه بالجدي والفرقدان فإنه بينهما , والجدي هو الذي على طرف بنات نعش الصغرى , فكواكب بنات نعش الصغرى سبعة : أربعة منها على شكل منحرف يسمى نعشاً , والنَّيّران منهما يسميان الفرقدين , وثلاثة على خط مُعْوَج تسمى بناتاً , وطرف الثلاثة النَّيّر يسمى الجدي , فالقطب بين الجدي والفرقدين كما ذكرنا ... ومما يستدل به من قصد ( الكعبة ) من العرب المجرّة فإنها تكون في الشتاء أوّل الليل في ناحية السماء ممتدة شرقاً وغرباً على الكتف الأيسر من الانسان إذا كان متوجهاً الى المشرق , ثم تصير في آخره ممتدة شرقاً وغرباً أيضاً على كتفه الأيمن , وأما في الصيف فإنها تتوسط السماء لكن دلالتها أضعف من دلالة ما تقدم , والمجرّة كواكب صغار متقاربة متشابكة كثيرة جداً لا تتمايز حسّاً بل هي لشدّة تكاثفها وصغرها صارت وكأنها لطخات سحابية , وقيل غير ذلك ... ومما يستدل به على ( الكعبة ) أيضاً الشمس والقمر ومنازلهما الثمانية والعشرون , وكذلك يستدل به بما تقترن بهذه المنازل أو يقاربها فإنها كلها تطلع من مشرق وتغيب بمغرب , فالهلال يكون في أول الشهر الى ثلاثة عن يمين قاصد الكعبة عند غروب الشمس , وفي ثالث ليلة يكون عند غروب الشمس أمامه , وفي عاشر ليلة يكون على سمت الكعبة وقت العشاء بعد مغيب الشفق الأحمر , وفي الليلة الثانية والعشرين يكون على سمتها وقت طلوع الفجر , وهذ كله على سبيل التقريب ... ومما يستدل به الرياح , ويعسر الاستدلال بها في الصحراء , وأما بين الجبال الكبار والبنيان فتدور وتختلف فتبطل دلالتها , ومما يستدل به على الكعبة الجبال الكبار فكلها ممتدة عن ميمنة قاصدها الى ميسرته , ودلالتها قوية تدرك بالحس , لكنها تضعف من حيث اشتباهها , على ذلك القاصد هل يجعل ممتدها خلفه أو أمامه فتحصل الدلالة على جهتين والاشتباه على جهتين ! هذا إذا لم يغرف وجه الجبل , فإن عرفه استدبره لأن وجوهها للكعبة , ووجه الجبل ما فيه مصعده ... إلى غير ذلك من الدلائل على كل جهة يقصدونها , وكان من لم يعرف الطرق من العرب معيباً بينهم مذموماً عندهم ... كل ذلك تحرزاً عن غلبة خصومهم وتطاول الأعداء عليهم , والله الهادي الى سواء السبيل ... ويتبع ما نقف عليه من إبداع للعرب في العلوم بحول الله |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[55] | ||
|
![]() سبل الإهتداء بالعلامات على ضربين اثنين: 1. أرضية ومنها الجبال الرواسي، الأنهار..الخ 2. علوية فلكية ومنها النجوم والكواكب السيارة بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ابوعمر |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[56] | ||
|
![]() كتابة العرب في الجاهلية كتابة العرب في الجاهلية مما دل عليه شعرهم ولغتهم , قال لبيد بن ربيعة : وجلا السّيولُ عن الطُلول كأنها ..... زٌبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أقلامُها وتجحدوا نعمــاء بِشْرٍ عليكـــم ..... فقد كان ميمون النّقيبـة أزهـــرا أتاكم بخط الجَزْم حتى حفظتمُ ..... من المال ما قد كان شتى مُبعثَرا وأنفيتُمُ ما كان بالمال مُهمـــــلا ..... وطامنتمُ ما كان منـــه مُبقّــــرا فأجريتم الأقلام عـــــوداً وبدأةً ..... وضاهيتُمُ كُتّاب كسرى وقيصرا وأغنيتُمُ عن مُسْنَد الحيِّ حميراً ..... وما زَبَرَتْ في الصحف أقلام حميرا وسمّي خط العرب بخط الجزم لأن الخط الكوفي كان أولاً يسمى الجزم قبل وجود الكوفة لأنه جزم أي اقتطع وولد من المسند الحميري , ومُرامِر هو الذي اقتطعه , وقد تكلم الصّولي في " أدب الكتاب " على هذه المسألة , وأتى بباب مفيد لخّص فيه ما ثبت لديه من الأقوال , وكذا السيوطي في " المزهر " , وجماعة من أهل الأدب , وكتب ابن خلدون في مقدمته فصلاً مفيداً يتعلّق بغرضنا , وبيّن أن الكتابة في العرب كانت أعزّ من بيض الأنوق وأن أكثرهم كانوا أمّيين ولا سيما أهل البدو , ومن قرأ منهم أو كتب كان خطّه قاصراً وقراءته غير نافذة , لأن هذه الصناعة من الصنائع التابعة للعمران , ولهذا كان الخط العربي بالغاً مبالغه من الإحكام والإتقان والجودة في دولة التبابعة لما بلغت من الحضارة والترف وهو الخط المسمى بالحميري وانتقل منها الى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية والمجددين لمُلك العرب في العراق , ولم يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان عند التبابعة لقصور ما بين الدولتين , وكانت الحضارة وتوابعها من الصنائع وغيرها قاصرة عن ذلك , ومن الحيرة لُقّنه أهل الطائف وقريش , ويقال ان الذي تعلّم الكتابة من الحيرة سفيان بن أميّة أو حرب بن أميّة , وأخذها من أسلم بن سدرة , وهو قول ممكن وأقرب مما ذهب الى انهم تعلموها من إياد أهل العراق لقول شاعرهم وهو أميّة بن أبي الصلت الثقفي : قومي إياد لو أنهـم أمــــم ..... أو لو أقاموا فتهزل النعـــم قوم لهم ساحة العراق إذا ..... ساروا جميعاً والخط والقلم كان الخط العربي لأول الاسلام غير بالغ الى الغاية والإحكلم والإتقان والإجادة , ولا إلى التوسّط , لمكان العرب من البداوة , وبعدهم عن الصنائع , واعلم أن ليس بكمال في حقهم إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية , والكمال في الصنائع إضافي , وليس بكمال مُطلق , إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال , وإنما يعود على أسباب المعاش , وبخسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس .......! قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميّاً , وكان ذلك كمالاً في حقّه بالنسبة الى مقامه لشرفه وتنزّهه عن الصنائع العملية التي هي أسباب المعاش والعمران كلها , وليست الأميّة كمالا في حقنا نحن إذ هو منقطع الى ربه , ونحن متعاونون على الحياة الدنيا شان الصنائع كلها حتى العلوم الاصطلاحية , فإن الكمال في حقه هو تنزّهه عنها جملة بخلافنا . كانت هذه مقدمة لما بعدها من شؤون اللغة كتابة والمراسلات وما اليها وما التوفيق إلا من الله |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[57] | ||
|
![]() بارك الله فيك شيخنا ابوعمر..لفتة رائعة منكم بتسمية الموضوع ب "كتابة العرب في الجاهلية" يا ليتكم أسميتموها "كتابة العربية في الأزمان الغابرة" في ميزان أعمالكم والحق يُربّيها لكم منّة وفضلا |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[58] | ||
|
![]() علم القيافة والعيافة وجاء في الأثر أن بعضهم يُفَرّق بين الشاب والشيخ , وقدم الرجل والمرأة , والبكر والثيّب , وأما قيافة البشر فهي الاستدلال بهيئات أعضاء الشخصين على المشاركة والاتحاد بينهما في النسب والولادة في سائر أحوالهما وأخلاقهما , وقد فسّرها أبو القاسم الاصفهاني في كتاب " الذريعة " بتفسير أوجز فقال : والقيافة ضربان , أحدهما بتتبّع أثر الأقدام , والاستدلال به على السالكين , والثاني الاستدلال بهيئة الانسان وشكله على نسبته , وخصَّ الاستدلال بالقيافة البشرية من العرب " بنو مُدْلج " قبيلة من كنانة ... و " بنو لِهْب " بطنٌ من الأزد .. وذلك لمناسبة طبيعية حاصلة فيهم لا بِتَعَلُّمْ ... قال الاصفهاني : خصَّ الله تعالى بذلك العرب ليكون سبباً لارتفاع نسائهم عما يورث ثلب نسبهم , وخُبث حسبهم , وفساد بذورهم , وزروعهم , صيانة للنسبة , ولأجل حفظه تعالى نسبهم بذلك قال تعالى { وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا } أي ليعرف بعضكم بعضاً بمعرفة أصله ونسبه ... وبمثل ذلك قال بعض الحكماء , وحصول هذا العلم بالحدس والتخمين لا بالاستدلال واليقين , ولا يحصل بالمدارسة والتعليم , فلذا لم يصنّف فيه مصنّف لا حادث ولا قديم , والقيافة اليوم موجودة في بعض قبائل العرب في نجد , ويقال أنهم " بنو مرّة " وهم أعلم الناس بها , وقد نقل الثقات ممن سافر الى نجد وديار بني مرّة أن كثيراً منهم يرى الأثر فيقول : هذا أثر فلان وفلان , وهذا أثر بعير فلان وفلان , وهذا أثر اناس لم يطأوا الارض الفلانية , وهؤلاء أناس قدموا من كذا وكذا , ولم يخلّوا بشيء منها ... وذُكِر أن إعرابياً اتبع حمار له سرقته اللصوص حتى دخل " الحلّة " في العراق وهو ينشده حتى أوقفه أثره عليه من بين آثار حمير لا تحصى !! وإذا نظروا الى عدة أشخاص ألحقوا الابن بأبيه , والأخ بأخيه , والقريب بقريبه , وميّزوا الأجنبي إذا كان بينهم , وأهل مكة فيهم من يقارب هؤلاء . فترى كثيراً منهم يميّز بين العراقي والشامي , والمصري والمدني , والعربي والعجمي , ولو لم يكن بزِيّه وهيئته ... في هذا الباب حكايات لولا تواترها لحكم عليها بما يقرب من الاستحالة , والقيافة محكوم بها في الشرع , وهي إحدى الطرق الحكيمة , ففي الصحيح من حديث مجزز الأسلمي أنه دخل فرأى أسامة ابن زيد وزيداً وعليهما قطيفة قد غطّيا رؤوسهما وبدت أقدامهما , فنظر اليها مجزز الأسلمي وقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض , فسُرَّ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم , وهي ناشئة من الفطنة والذكاء , ومن توابع غزارة العقل ... يليه بحول الله " علم الفراسة "
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[59] | ||
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[60] | ||
|
![]() والبادية عموما يشتهرون بتقفي الأثر وتتبّعه..وخاصة الأعراب في الجاهلية كانوا به أبرع وأحذق وأمهر..وإليكم هذه الطرفة والحكاية المشهورة والتي سبق رفعها في المنتدى ونرويها من الجزء المراد الإستدلال به على علم تقفي الأثر "العيافة" وتتبعه، وهي إخوة ثلاثة...: وفى طريقهم قابلهم أعرابى .... كان قد فقد بعيره .... فسألهم إن كانوا قد رأو البعير ..... فقالوا لم نر بعيرك فانصرف عنهم ... ثم سأله أحدهم : هل كان جملك أعور ؟ قال الأعرابى : نعم فانفرجت أسارير الأعرابى واستبشر وظن أنهم قد رأو جمله فقال الآخر : هل كان جملك أبتر ؟ أى مقطوع الذيل فقال الأعرابى : نعم وازداد فرحه وسروره وتأكد أنهم قد رأوه فقال الثالث : هل كان جملك أزور ؟ ( أى أن لحمه فى ناحية أكثر من الأخرى ) أو فيه عرج فقال الأعرابى : نعم فقالوا جميعا ..... لم نر جملك |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[61] | ||
|
![]() هم أربعة .. ومن يعرف ابناء من فليتحفنا بسيرتهم كاملة !!! ونحن في الانتظار .. بارك الله بكم |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[62] | ||
|
![]() وأخرى مشابهة لها في زمن غابر كان لنزار بن معد أربعة أولاد وقد رويناها في المنتدى شيخي سابقا بارك الله فيكم..وهذه هي قصتهم: توفى نزار عن بنيه الأربعة، وهم: مضر، وربيعة، وإياد، وأنمار، تخالفوا في قسمة مخلفه، وكان قد قال لهم: إن اختلفتم في ذلك، فعليكم بالأفعى الجرهمي، وكان بنجران، فذهبوا إليه، وكان ذا رأي وحنكة، فلما كانا بأثناء الطريق إذا هم بأثر بعير، فقال مضر: هذا البعير أزور، وقال ربيعة: وأعور، وقال إياد: وأبتر، وقال أنمار: وشرود. ثم ساروا فوجدوا صاحب البعير يطلبه في الشعاب والدحال، فقالوا له: بعيرك أزور؟ فقال: نعم، قالوا: فأبتر؟ قال: نعم، قالوا: وأعور؟ قال: نعم، قالوا: وشرود؟ قال: نعم، فلم يشك الرجل أنهم غرماؤه، فلازمهم إلى أن وصلوا إلى الأفعى الجرهمي، فقال صاحب البعير: لا أدعك أيها الشيخ أو تحكم بيني وبين هؤلاء اللصوص: ذهب بعير لي، فالتمسته فإذا وصفه عند هؤلاء الرجال فهم الفعلة، فسألهم الأفعى عن البعير، فأقسموا أنهم لم يروا البعير، ولا علم لهم به وإنما قلنا ما قلناه بالذكاء والفطنة، فقال مضر: أما أنا، فرأيت إحدى يديه ثابتة الوطأة، صحيحة الأثر، ورأيت الأخرى غير ثابتة الوطأة فاسدة الأثر، فعلمت أنه أزور؛ لاعتماده على إحدى يديه بشدة، فأثرت في الأرض تأثيراً ظاهراً، والأخرى بخلافها. وقال ربيعة: علمت أنه أعور؛ لأني رأيته رعيه في الفلاة لجهة واحدة. وقال إياد: رأيت مبركه، فنظرت إلى روثه مجتمعاً تحت المخرج، فعلمت أنه أبتر، ولو كان ذيالاً لمصع به يمنة ويسرة. وقال أنمار: رأيته بينما هو في قطعه مخصبة إذ تركها وتجاوزها إلى قطعة أخرى دونها، فعلمت أنه شرود يذكر الطلب فيدع المرعى الخصيب حذاراً. فقال الأفعى للرجل: التمس بعيرك، فليسوا بأصحابه. ثم ذكروا للأفعى مخلف أبيهم نزار، وأخبروه بأمره إياهم بالرضا بقسمته بينهم، فقال: القبة الحمراء، وما أشبهها فهو لمضر، فقيل لأولاده: مضر الحمراء.-- والخيول لربيعه فقيل لهم ربيعة الفرس-- وما أشبهها من البقر والغنم لإياد، فقيل لأولاده:-- إياد النعم.-- وما فضل من نقد وأثاث وسلاح لأنمار، فقيل لأولاده: أنمار الفضل وكان الأفعى قد أضافهم ثلاثة أيام، ذبح لهم الذبائح، وسقاهم الخمر، وقد دس إليهم من يوصل إليه خبرهم غير عالمين به، فمما سمع منهم قول مضر: ما رأيت كاليوم لحماً قط إلا أنه غذى بلبن كلبة. وقال ربيعة: ما رأيت كاليوم خمراً قط إلا أن كرمتها نبتت على قبر. وقال إياد: ما رأيت كاليوم خبزاً قط، إلا أن التي عجنته حائض. وقال أنمار: ما رأيت كاليوم رجلاً سرياً قط لولا أنه ينسب إلى غير أبيه. فذهب الرجل إليه، فأخبره بقولهم، فكلم خدمه عن الشاة التي ذبحوها لهم فقالوا: كانت تدجن عندنا، فولدت كلبة لنا فارتضعت هذه الشاة منها، فجاءت أسمن الغنم، فاخترناها لفرط سمنها. ثم سأل صاحب حانته عن الخمر فقال: هي من كرمة على قبر أبيك أغذى الكرم عنباً. ثم سأل العاجنة فوجدها حائضاً. ثم دخل على أمه، فسألها وتهددها على الجحد، وأمنها على الصدق، فقالت: إن أباك الملك المطاع في قومه لم يرزق ولداً فخشيت ضياع الملك، فمكنت الخباز من نفسي، فوقع علي فأتيت بك. فخرج إلى القوم وسألهم: بم علمتم ذلك؟ فقال مضر: رأيت اللحم فوق الشحم، فعلمت أنه غذى بلبن كلبة؛ فكذلك لحوم الكلاب فوق شحومها، وقال ربيعة: إن الخمر تحدث أنساً فرأيت من هذه حزناً، فعلمت أنها اكتسبت من ثرى القبر حزناً. وقال إياد: علمت أن العاجنة حائض؛ لأني رأيت الخبزة غير مسغسغ باطنها في الثريد بل ظاهرها. وقال أنمار: رأيتك قدمت لنا الطعام ولم تحضر معنا عليه لغير شاغل، فعلمت أن هذا من لؤم الآباء، ومن انتسبت إليه كريم لا لئيم، فقضيت بذلك عليك. فقال الأفعى: ارحلوا؛ فما أنتم إلا شياطين. فرجعوا إلى منازلهم. فلما ضوت الرعاة بإبلهم وتعشوا، قام مضر يوصى رعاة الإبل - وفي يد أنمار عظم يتعرقه، فدحى به في ظلمة الليل، وهو لا يبصر، فأصاب عين أخيه مضر، ففقأها، وصاح مضر: عيني، عيني، واضعاً يده عليها. وتشاغل به أخواه، فركب أنمار بعيراً من كرائم الإبل، فلحق بديار اليمن، وولد له بجيلة وخثعم، فكان هذا هو السبب لسكناه اليمن، وتدير بنيه إياها، والمنشأ للاختلاف في نسبة أنمار وإدخاله في نسب اليمن، والصحيح ما ذكرنا.،،، انتهى |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[63] | ||
|
![]() تعددت الروايات !!! أما الثلاثة ! فهي بنت الاربعة ومنسوخة عنها ! فلو كانت كما تُروى لوجدناها في التراث المكتوب كما نعلمها ونرويها !!! لكن قصة الأربعة التي نوّهت اليها بأنها الصحيحة ! فكيف ذلك ؟ مع انها جائتنا بروايات مختلفة !! وإليك أحدها : أربعة ... وليسوا ثلاثة !!! رواية الثلاثة التي عقلناها منذ الصغر تُروى في المجالس والسهرات الشتوية خاصة ! تبيّن لنا أنها ليست كاملة حقيقة , وفيها تحريف كبير وتكييفها لتتناسب مع الحكمة التي قيلت من اجلها ! ولكن الحقيقة هي كما نرويها لكم من بطون الكتب من المعلوم والمؤكد أن أوّل من أسّس لعدنان مجداً , وشيّد لهم ذكراً , هو ( معد بن عدنان ) حين اصطفاه بختنصّر وقد ملًكً أقاليم الأرض , وكان قد همًّ بقتله حين غزا العرب , فأنذره نبيٌّ كان في وقته بأن النبوّة في ولده , فاستبقاه , وأكرمه , ومكّنه , واستولى على تهامة بيد عالية , وأمرٍ مُطاع , وفيه قال الشاعر مهلهل : غَنِيَت دارنا تهامة بالأم ........ س وفيها بنو معدٍ حلولا جدِيساً خلفناه وطَمْساً بأرضـه ..... فأكرم بنا عنـــــد الفخــار فخــارا فنحن بنو عدنان خلدانُ جدّنــا ..... فسمّــــاه ( تستشف ) الهُمامُ نِزارا فسمى نزاراً بعد ما كان اسمه ..... لدى ( العرب ) خلدان بنوه خيارا فلم يسيرو قليلاً حتى لقيهم رجل يوضع – يسرع المسير – على راحلته, فسألهم عن البعير , فقال مضر : هو أعور ؟ قال : نعم ! وقال ربيعة : هو أزور ؟ قال : نعم وقال إياد : هو أبتر ؟ فال : نعم ! قال أنمار : هو شرود ؟ قال : نعم ! وهذه والله صفة بعيري فدلّوني عليه , فقالوا : والله ما رأيناه , قال : قد وصفتموه بصفته فكيف لم تروه ؟ وسار معهم الى نجران حتى نزلوا بالأفعى الجرهمي , فناداه صاحب البعير : هؤلاء أصحاب بعيري وصفوه لي بصفته , وقالوا لم نرَه , فقال لهم الأفعى الجرهمي : كيف وصفتموه ولم تروه ؟ ... قال مضر : رأيته يرعى جانباً فعرفت أنه أعور ! وقال ربيعة : رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر , فعرفت أنه أزور ! وقال إياد : رأيت بعره مُجتمعاً فعرفت أنه أبتر ! وقال أنمار : رأيته يرعى المكان الملتف ثم يجوز الى غيره فعرفت أنه شرود ! فقال الجرهمي لصاحب البعير : ليسوا أصحاب بعيرك فاطلبه من غيرهم ! ثم سألهم : مّنْ هُم ؟ فأخبروه أنهم بنو نزار بن معد , فقال : أتحتاجون إليّ وأنتم كما أرى ؟ فدعا لهم بطعام , فأكلوا وأكل , وبشراب فشربوا وشرِب ... فقال مضر : لم أرَ كاليوم خمراً أجود لولا أنها نبتت على قبر ! وقال ربيعة : لم أرَ كاليوم لحماً أطيب لولا أنه ربّي بلبن كلب ! وقال إياد : لم أرَ كاليوم رجلاً أسرى لولا أنه يُدعى لغير أبيه ! وقال أنمار : لم أرَ كاليوم كلاماً أنفع في حاجتنا ! وسمع الجرهمي الكلام فتعجّب لقولهم وأتى أمّه فسألها , فأخبرته أنها كانت تحت ملك لا ولد له فكرهت أن يذهب المُلْك فأمكنت رجلاً من نفسها كان نزل به فوطئها فحملت منه به ! وسأل القهرمان عن الخمر , فقال : من كرْمةٍ غرستها على قبر أبيك ! وسأل الراعي عن اللحم , فقال : شاة أرضعتها بلبن كلبة , لأن الشاة حين ولدت ماتت , ولم يكن وُلِد في الغنم شاة غيرها ... قيل لمضر : من أين عرفت الخمر ونباتها على القبر ؟ قال : لأنه أصابني عليها عطش شديد ! وقيل لربيعة : من أين عرفت أن الشاة أرتضعت على ابن كلبة ؟ قال : لأني شممت منها رائحة الكلب ! وقيل لإياد : من أين عرفت أن الرجل يدعى لغير أبيه ؟ قال : لأني رأيته يتكلّف ما يعمله , ثم أتاهم الجرهمي وقال : صفوا لي صفتكم , فقصّوا عليه ما أوصاهم به أبوهم نزار , فقضى لمضر بالقبّة الحمراء والدنانير والإبل وهي حُمْر فسُمّي مُضر الحمراء , وقضى لربيعة بالخباء الآسود والخيل الدّهم فسُمّي ربيعة الفرس , وقضى لإياد بالخادمة الشمطاء والماشية البلق , وقضى لأنمار بالأرض والدراهم ... وهذا الذي ظهر في أولاد نزار من قوّة الذكاء , وحدّة الفطنة تأسيساً لتميّزهم بالفضل , واختصاصهم بوفور العقل , مقدّمة لما يُراد بهم .. فانظر الى هذه الفراسة التي كانت تصل الى حد الإعجاز , وكانت في الوصول الى مكنون الحقائق أقوم مجاز ... فلله در العرب , فهُم مظهر كل عجب |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[64] | ||
|
![]() علم الفراسة !!! وهو الاستدلال بهيئة الانسان , وأشكاله , وألوانه , وأقواله , على أخلاقه وفضائله ورذائله , وربما يقال : هي صناعة صيّادة لمعرفة أخلاق الانسان وأحواله , وقد نبّه الله تعالى على صدقها بقوله { إن في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين } وقوله : { تعرفهم بسيماهم } وقوله : { ولتعرفنّهم في لحن القول } ولفظها من قولهم " فرس السبع الشاة " فكأن الفراسة اختلاس المعارف , وذلك ضربان : ضرب يحصل للانسان عن خاطرٍ لا يعرف سببه , وذلك ضرب من الالهام , بل ضرب من الوحي , وإياه عنى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( المؤمن ينظر بنور الله ) وهو الذي يسمى صاحبه – المروع والمحدث – وقال عليه الصلاة والسلام ( إن يكن في هذه الأمة محدّث فهو عُمَر ) وقيل في قوله تعالى { وما كان لبشرٍ أن يكلّمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يُرسل رسولا } إنما كان وحياً بإلقائه الرّوع , وذلك للأنبياء كما قال عز وجل { نزل به الروح الأمين على قلبك } وقد يكون بإلهام في حال اليقظة , وقد يكون في حال المنام ولأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( الرؤيا جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوّة ) ... والضرب الثاني من الفراسة : يكون بصناعة متعلّمة , وهي معرفة ما بين الألوان والأشكال , وما بين الأمزجة , والأخلاق , والأفعال الطبيعية , ومن عرف ذلك كان ذا فهم ثاقب بالفراسة , وقد عُمل بذلك كتب كثيرة من تَتَبَّع الصحيح منها اطلع على صدق ما ضمّنوه , والفراسة ضرب من الظن , وهي من توابع العقل , وكلما كان العقل أكمل كانت الفراسة أقوى , ولهذا كانت العرب فيها أوفر حظّاً من غيرهم , وما روي عنهم من عجائب هذا الباب شيء كثير , من ذلك ما ذكره الامام الماوردي في كتاب " اعلام النبوّة " قال : إن أوّل من أسس لعدنان مجداً , وشيّد لهم ذكراً , معد بن عدنان حين اصطفاه بختنصّر وقد مًلًك أقاليم الارض , وكان قد همَّ بقتله حين غزا بلاد العرب , فأنذره نبيٌّ كان في وقته بأن النبوّة في ولده , فاستبقاه وأكرمه ومكّنه واستولى على تهامة بيد عالية وأمر مُطاع وفيه يقول مهلهل الشاعر : غنيت دارنا تهامة بالأم ...... سِ وفيها بنو معد حلولا قال الاصفهاني في " الذريعة " : ومن الفراسة علم الرؤيا وقد عظم الله تعالى أمرها في جميع الكتب المنزلة , وقال لنبيّه صلى الله عليه وسلم { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن } وقال { إذ يريكهم الله في منامك قليلا } الآية , وقال في قصة ابراهيم { يا بنيّ إني أرى في المنام أنّي أذبحك } وقوله { يا أبت ‘ني رأيت أحد عشر كوكبا } والرؤيا : هي فعل النفس الناطقة ولو لم يكن لها حقيقة لم يكن لإيجاد هذه القوّة في الانسان فائدة , والله يتعالى عن الباطل ... وهي ضربان , ضرب – وهو الأكثر – أضغاث أحلام , وأحاديث النفس بالخواطر الرديئة لكون النفي في تلك الحال كالماء المتموّج لا يقبل صورة , وضرب – وهو الأقل – صحيح , وذلك قسمان : قسم لا يحتاج الى تأويل , ولذلك يحتاج المُعَبّر الى مهارة يفرق بين الأضغاث وبين غيرها , وليميز بين الكلمات الروحانية والجسمانية ويفرق بين طبقات الناس , إذ كان فيهم من لا تصح له رؤيا , وفيهم من تصح رؤياه , ثم من صح له ذلك منهم من يرشح ان تلقى اليه في المنام الأشياء العظيمة الخطيرة , ومنهم من لا يرشح له ذلك ... لهذا قال اليونانيون : يجب أن يشتغل المُعَبّر بعبارة رؤيا الحكماء والملوك دون الطغام , وذلك لأن له حظاً من النبوّة .. وهذا العلم لا يحتاج الى مناسبة بين متحرّيه وبينه , فرب حكيم لا يرزق حذقاً فيه , ورب نزر الحظ من الحكمة وسائر العلوم توجد له فيه قوّة عجيبة , ويحكى عن العرب في التعبير حكايات عجيبة حتى عن المولدين , وقال الاصفهاني : والزكانة ضرب من الفراسة , وهي معرفة فعل باطن بفعل ظاهر بضرب من التوهّم , والقيافة ضرب من الزكانة لكنها أرقْ , وقد ذكرناها بقسميها ... والله ولي الهداية والنوفيق |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[65] | ||
|
![]() علم الريافــــــــــــة !!! هو معرفة استنباط الماء من الارض بواسطة بعض الامارات الدالّة على وجوده , فيعرف بعده وقربه بشّمْ التراب , أو برائحة بعض النباتات فيه , أو بحركة حيوان مخصوص , , وهو من فروع الفراسة , وهي موجودة في بعض أعراب نجد , وقد أخبرنا بعض الثقات أنه شاهد بعض هؤلاء ... قال : يضع أذنه على الارض فيُخبر بما يتبيّن له من وجود الماء وعدمه وقربه وبُعده , فإذا حفروا وجدوا الامر كما وصف , ويسمّى من له هذه المعرفة بين العرب اليوم ( بالنَّصّات ) ولا ينبغي لمن لا استعداد له لهذه القوة أن ينكرها , فإن كل أمّة من الأمم , وكل قبيلة من القبائل , وكل فرد من الأفراد , مُخْتَصٌّ بأشياء وُهِبَت له , ومُنَّ بها عليه من العلوم والصنائع والمعرفة والأخلاق والسِّيَر والمحاسن والقبائح ... ونحن نرى ألوفاً من الناس يتعاطون صنعة واحدة , ويتدارسون علماً واحداً , فلا يبرع منهم إلا الواحد بعد الواحد , وكلٌّ يُفاض عليه حسب استعداده ... سبحان الوهّاب علم نزول الغيث !!! في الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني بسنده قال : خرج أعرابي مكفوف البصر , ومعه ابنة عم له , لرعي غنم لها فقال الشيخ : أجد ريح النسيم قد دنا فارفعي رأسك فانظري , فقالت : أراها كأنها ربرب " قطيع بقر الوحش " معزى هزلى , قال : ارعي واحذري , ثم قال لها بعد ساعة : إني أجد ريح النسيم قد دنا فارفعي رأسك فانظري , قالت : أراها كأنها بغال دهم تجُر جلالها , قال : ارعي واحذري , ثم مكث ساعة ثم قال : إني لأجد ريح النسيم قد دنا فانظري , قالت : أراها كأنها بطن حمار أسحر , فقال : ارعي واحذري , ثم مكث ساعة فقال : إني لأجد ريح النسيم فما ترين ؟ قالت : أراها كما قال الشاعر : دانٍ مسفٌّ فويقَ الارض هَيْدَبُهُ ..... يكاد يَدْفَعُهُ مِنْ قامَ بالرَّاح كأنما بين أعلاه وأسفلـــــه ..... رَيْطٌ منشَّرة أو ضَوْء مصباح فمن بمحفله كمن بنجوتـه ..... والمستكنّ كمن يمشي بِقِرْواح ومن تتبّع كتاب الأغاني يجد كثيراً من جملة ما يستدنون به على هذا العلم , ويتوصلون به الى معرفة نزول الغيث , لا بد من التعرض لذكر نبذة مما ورد عنهم في هذه الامور مما رواه ثقات الرواة ... يتبع بعض معرفتهم بالرياح والسحاب والرعد والبرق بحول الله |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[66] | ||
|
![]() علم الرياح والسحاب والرعد والبرق قالوا : الحاجة أم الاختراع ! ومن أحوج من العرب في براريهم وصحاريهم لأن يكونوا أبرع من غيرهم في علم كل ما يحفظ لهم دوام العيش الذي كان اعتماده الأول على الثروة الحيوانية من إبل وخيل وماشية بكافة أنواعها ؟ فقد أثبتوا المثل المشار اليه بكل حذقٍ ودراية لا مثيل لهما بين الأمم السابقة .. فالغيث هو عصب الحياة لمواشيهم ! فكان لا بد لهم من معرفة كل ما يتعلّق بالغيث من رياح وسحاب ورعد وبرق ألرياح واوصافها وأمهات الريح أربع : الشمال , والجنوب , والصبا , والدبور , وبذلك نطقت أشعارهم " فالشمال " مَهَبّها من كرسي بنات نعش الى مغرب الشمس صيفاً , وكانت العرب تكرهها لبردها وذهابها بالغيم والحيا والخصب بزعمهم , وهي عندهم الشاميّة , ولم تزل العرب تتمادح بالإنفاق والكرم إذا هَبَّتْ هذه الريح ... " والجنوب " مَهَبّها من مطلع سهيل الى مطلع شمس شتاء ... " والصّبا " مَهَبّها من مطلع الشمس الى مطلع العيوق , وهو كوكب نَيِّرْ أحمر شمال مطلع الثُّريّا قدر ثلاث قامات رمح أو أرجح نظراً للرائي ويسمّى رقيب الثريّا . وكانت العرب تحب الصّبا من بين الرياح لرقّتها ولأنها تجيء بالسحاب والمطر , وفيها الرّيْ والخِصْب وهي عندهم اليمانيّة , قيل : إنما سمّيت صبا لأن النفوس تصبو اليها لطيب نسيمها وروحها , والصبوة الميل , يقال : صبا الى كذا إذا مال اليه , وفي الأثر ما بُعِثَ نبيْ إلا والصبا معه ... " أما الدبور " فمَهَبّها من مغرب الشمس الى مطلع سهيل , وما بين كل واحدة من هذه الرياح الأربع نكباء وسمّيت بذلك لتنكّبها طريق الرياح المعروفة . ولكل من هذه الرياح صفات وخواص يعرفها ذوو الخبرة منهم , وتفصيل ذلك في كتب الأنواء , وقال الشيخ أبو عبد الله الاسكافي في كتاب المبادىء عند الكلام على الرياح : الشمال عن يمين المصلي , وبإزائها الجنوب , والصبا من وراء المصلي , والدبور تجاهه , ولعل ذلك باعتبار بعض الاقطار , وإلا فالأصل ما ذكرناه , ثم قال : وكل ريح عدلت عن مهاب هذه الأربع فهي نكباء . ونسمت الريح تنسم نسيماً ونّسَماناً ضعفت في استقامة من غير أن تحرّك شجراً أو تعفو أثراً , ويقال للشمال الجِرْبياء ومَحْوَة ونِسْع ومِسْع , وفي الصحاح : الجربياء على فعيلاء بالكسر والمد , والنكباء التي تجري بين الشمال والدَّبور وهي ريح تقشع السحاب , قال ابن أحمر : بِهَجْل من قساً ذفر الخُزَامى ..... تهادي الجربياء به الحنينا وكذا الخّجوج والسَّيْهوج والسَّهوج والسَّهوك والهَفْهافَة والهَبْوَة والمُذَعْذِعَة وهدوج والهموم والعاتية والعاصفة والمُعصفة والقاصفة التي تكسر كل شيء , والزعازع والإعصار والحَنون والزفزافة والروامس والنافجة – أوّل كل ريح بشدّة – الرياح الباردة : الحرجف والصرصر والعَرِيّة وخازم , والبَليل فيها برد وندى , والشّفان والهلاّب والنضيضة وهي التي تنضُّ بالماء فيسيل .. الرياح الحارة : السُّهام والهيف والبارح والسموم بالنهار وقد تكون بالليل , والحرور بالليل وقد تكون بالنهار والمعمعان . ألسُّحُب وأنواعها قد ذكر الثعالبي نبذة من أنواعه وأسمائها في القسم الأول من كتاب لباب الآداب , وكذا الشيخ أبو اسحق الطرابلسي في الكفاية , والاسكافي في المبادىء , وغيرهم من أئمة اللغة , فمن السحاب " العَماء " وهم الغيم الرقيق وكذلك الطهاء والطخاء " والصبر " السحاب الأبيض " والحَبِيُّ " السحاب الذي يعترض اعتراض الجبل قبل أن يطبق السماء , قال امرؤ القيس : أصاح ترى برقاً أريك وميضه ..... كلمع اليدين في حَبِيٍّ مكلّل ولست بِجُلْبٍ جلب ريح وقرَّةٍ ..... ولا بصفل صلد عن الخير معزل من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجنٍ ..... وعَشيةٍ متجاوبٍ إرزامُها سقَى هَزِمُ الإرعاد منبجسُ العُرى ..... منازلَها من مَسْرُقانَ فَسُرَّقا تفقأ فوقَهُ القَلَعُ السوارى ..... وجُنَّ الخازِبازُ به جُنونا والقّزَع قطع من السحاب رقيقة الوحدة قزعة , قال ذو الرُّمّة يضف ماء في فلاة : ترى عُصَبُ القَطا هملاً عليها ..... كأن رعالَهُ قزع الجَهام وفي الحديث ( كأنهم قَزَعُ الخريف ) والضبابة سحابة تغشى الارض كالدخان ألرعد والبرق جارتنا من وائلٍ ألا اسْلمي ..... ألا اسْلمي أسْقيتِ صوب الدِّيَمِ صوب ربيعٍ باكرٍ لم ينــــم ..... يرزُّ رزّاً مــن وراء الأكــــــم رَزَّ الرَّوايا بالمزَاد المُعصَم ويتبع غيره بحول الله وتوفيقه |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[67] | ||
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة :[68] | ||
|
![]() لا يا أخي كل هذه الصفات قبل ان يختلط العرب بالعجم .. واما العبيد فهم قبل الاسلام ليسوا اكثر من عبيد لا يسمح لهم حتى بالكلام في حضرة أسيادهم وكل الصفات هي هبة من الله للعرب ولله المنة والفضل |
||
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الهادي في أنساب وتراث السعادي ( الماضي والحاضر) للشيخ / حمدي محمود الديداني الفايدي | أشرف الفايدي | مجلس قبيلة الفوايد | 23 | 08-08-2020 01:47 AM |
البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب | نبيل زغيبر | مكتبة الانساب و تراجم النسابين | 3 | 18-01-2016 10:48 PM |
: قـبـيـلـة فـــايـــد الحـرابـي | منيع | ملتقى القبائل العربية . مجلس القلقشندي لبحوث الانساب . | 1 | 24-12-2015 06:46 PM |
أولاد داود بن فايد بن ذئب بن عقار | خضر الفايدي | مجلس قبيلة الحرابي | 2 | 15-11-2014 05:51 PM |
:: مواقع صديقة :: |
::
::
::
::
:: :: :: :: :: :: |