عضو مجلس الأدارة, المشرفة العامة لمجالس قبائل الخليج العربي
أحصائيات العضو
علم الدولة :
الطبيعة تسم الألسنة كما تسم الوجوه
على اختلاف الأقاليم، كأن الطبيعة تسم الألسنة كما تَسمَ الوجوه، و كأنها مصنع إنساني فلا يخرج منه كل إنسان إلا برقمه وسمته؛ و لهذا السبب صارت كيفية النطق كأنها تنشئ لغة أحيانًا، و صارت اللهجات العامية تختلف في المصر الواحد بل في البلدين المتجاورين، كما تراه في سوريا و مصر، و كما حدثوا به عن عرب تونس، فإن كل قبيلة هناك على ما يقال تتميز بخواص منطقية، حتى كأن كلام الواحد منم انتساب صريح لقبيلته.
و مما لا نشك فيه أن العرب أنفسهم كانوا يعرفون تأثير الإقليم على فصاحتهم، و قد و قفنا على ثبت لذلك و هو ما رواه القالي
عن أبي عمرو بن العلاء، قال:
لقيت أعرابيٍّ بمكة، فقلت له: ممن أنت؟ قال أسديُ قلت: و من أيهم؟ قال: نهدي. قلت: من أي البلاد؟ قال: من عُمان. قلت: فأنَّى لك هذه الفصاحة، قال: إنا سكنا قطرا لا نسمع فيه ناجحة التيار قلت صف لي أرضك قال: سيف أفيح و فضاء صحصح و جبل صردح و رمل أصبح فكأن أراد أن لغته إنما جانست هذه الطبيعة في نقائها وجفائها، فمن ثم كانت فصيحة خالصة.
و لقد قرأت في إحدى المقالات الخاصة باللغويات أن نساء أهل البحر أو الساحل تميل لهجتهن إلى الرقة و ذلك لتأثير جغرافية المكان على ألسنتهن بعكس نساء المناطق البعيدة عن البحر و هذا يدل فعلا على أن الطبيعة تسم الألسنة كما تسم الوجوه و ان لها تأثير على الألسنة.