النسب البكري و التحديات التي تواجهه

النسب البكري و التحديات التي تواجهه

الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى و بعد ..

اخواني الكرام جمهور الموقع , منذ بدايات الموقع و قد اخذ على عاتقه الاهتمام بالانساب البكرية و افتتح للنسب البكري مجلسا حفته كوكبة من الباحثين البكريين الكرام بعد ان توفر لها الحاضنة الطيبة للتواصل و تبادل العلوم.

و سيظل موقع النسابون العرب بمشيئة الله على دعمه الحثيث للباحثين البكريين الكرام في هذا المنحى المبارك , و قد سررت عندما رأيت الاصرار في اعينهم , د حازم زكي البكري و المهندس عرفات المطعني البكري و الاستاذ اسامة العمودي , حيث اكدوا لي حرصهم على تنقية النسب البكري و تمحيصه في الفترة القادمة .

و قد اطلعت على بذورٍ طيبة بدأها المهندس عرفات حول نسب عرب قصاص الكرام حيث بدأ فيها على هيئة حلقات مع العلم انه افاد انه سيدور على بقية العائلات البكرية الكبرى في مصر ممحصا و موثقا باذن الله .

كما اطلعت على عدة ابحاث للدكتور حازم شرع في كتابتها في الفترة الماضية و اخرى سيبدأ فيها قريبا و منها تحقيق عن هجرات البكريين عبر التاريخ , و هو بحث مهم حيث ان باكتماله سيربط بين فجوات تاريخية للنصوص عانت منها بعض الفروع البكرية باذن الله .

هجرات البكريين:
و عن هجرة البكريين كتعريج سريع تاركا التوثيق للدكتور حازم , فآل ابي بكر رضي الله عنه ولدوا بمكة المكرمة ما عدا ولديه : محمد بن ابي بكر و ام كلثوم بنت ابي بكر فقد ولدا بالمدينة بعد الهجرة.
و قد تحولت اسرة ابي بكر خلال القرون الثلاثة الاولى بالمدينة المنورة الى جماعة حسنة العدد ,سكنوا يمين طريق مكة معدن الذهب , و في الجادة النجدية ( طريق العراق) و هي اصقاع في بادية المدينة .

و يعكس سكنى بطون قريش بالبادية الازمات السياسية التي كانت تدور في الحواضر انذاك , مما جعل البادية افضل و اكثر امنا لبطون قرشية مثل الجعافرة و الحسينيين و البكريين , و كذا سكنت بطون مخزومية زهران , و سكن بنو عبد الله بن عمرو بن العاص الوهط و الوهيط بضواحي الطائف .

و ورد في عدد من الكتب حدوث صراعات بين البكريين المقيمين في جادة العراق الطريق النجدية و بين بعض الجعافرة و الحسينيين.

و لا ارجح ان هذه الصراعات هي التي دفعت البكريين للهجرة الى مصر وحدها , ذلك لان هجرتهم في المائة الرابعة ( القرن الخامس الهجري) واكبت هجرات لبني هلال و سليم و جم من عرب الحجاز بل و عرب نجد ايضا مثل بني حنيفة الى مصر.

و الحمداني مهمندار الديار المصرية (ناسب الديار المصرية) و كذلك الامام ابن حزم الاندلسي و هما ممن عاش بالقرن الخامس الهجري , اثبتا هجرة البكريين الى مصر , حيث سكنوا في بلاد قريش في قريتي البُرجيْن و سَفْط سكّرة الموجودتين الى اليوم بنفس الاسماء .

و ارجح انتشار الذرية البكرية في ربوع مصر و انضوائها تقريبا تحت مسمى بني طلحة , حيث تواجد الطلحيون في المحلة الكبرى باعمال الغربية ( محافظة الغربية) و في سلمون القماش بجوار المنصورة ( محافظة الدقهلية ) و غيرها من بلاد الدلتا فضلا عن ديروط و بلاد الاشمونيين و البهنسا ضمن نطاق ابناء عمومتهم من قريش بصعيد مصر.

و لان بعض البكريين كانوا مجاورين لبني سليم في بادية المدينة في طريق العراق فمن المرجح انتقال بعض منهم مع بني سليم في تغريبتهم الكبرى الشهيرة الى بلاد المغرب حيث سكنت سليم في برقة و طرابلس.
و عند عودة لبيد من سليم الى البحيرة ثم بقية اقاليم مصر عادت معها بعض الاسر البكرية ضمن حلف بني سليم الذي حوى بالاضافة لهم قبائل بربرية و بطونا من فزارة و بني كلاب حسب النصوص.

التحديات التي تواجه المهتمين بالنسب البكري:
يواجه النسب البكري مثله مثل اغلب الانساب القرشية تحديات كبيرة نتيجة لنقص تدوين الانساب القرشية و بسبب تحضرهم في قرى بجوار النيل و فلاحتهم للارض مما ادى الى خمول انساب اغلب هذه البطون القرشية مع تواكب ذلك مع انقطاع التدوين او ندرته.

ان من اهم التحديات التي تواجه المهتمين بتدقيق الانساب البكرية من ابناء الصديق و من يعاونهم من الباحثين:

1. صعوبة التفريق بين البكري نسبا و البكري طريقة لوجود الطريقة البكرية الخلوتية التي كانت من اشهر الطرق الصوفية بالدولة العثمانية , و هذا هو التحدي الاكبر اليوم , و كان قديما هناك تحديات اخرى كوجود البكريين من بكر بن وائل و البكريين نسبة الى ديار بكر , الا ان هؤلاء انعدموا اليوم و انحصر الاشكال بين بكريي النسب و الطريقة.

2. انعدام تدوين الانساب القرشية و غيرها بعد سقوط الدولة المملوكية مما ادى الى ان اخر النصوص التي بين ايدينا هي نصوص تعود الى المائة الثامنة التي خطها القلقشندي و المقريزي و ابن خلدون , و انعدام التدوين ادى الى عدم تتبعنا لتغير اسماء البطون البكرية و القرشية و عدم تسجيل البلاد التي نزحوا اليها بعد المائة الثامنة.

3. اعتماد اغلب البيوت البكرية على الشهرة في اثبات النسب البكري , و تشذ عن ذلك بيوتٌ قليلة العدد تملك وثائقَ او تناولتها نصوصٌ تاريخيةٌ , و الحقيقة فان النسب القرشي لانه يترتب عليه بعض الاحكام الفقهية فانه قد يحتاج الى الثبوت ايضا.

4. ثبوت اختلاط البطون التيمية مع البطون البكرية , وثبوت كون بطونا بكرية ما هي الا احلافا قبلية لتيميين و كنانيين و انصار و سلميين و بربر و غيرهم مثل النص القائل ان فرع اسحاق لم ينسب الى جد بهذا الاسم بل نسب الى موضع تحالف عنده القوم يسمى بهذا الاسم.
ان هذه المشكلة تجعل من شبه المستحيل لفرع اسحاق على سبيل المثال لا الحصر ان ننسب كل رجاله الى ابي بكر او حتى الى تيم او الى قريش , و لكن يمكن القول ان منهم قرشيون ولاء.

5. كان للصوفية دورا مهما في المحافظة على انساب فرعين مهمين على الاقل في البكريين و هم فرع السادة البكرية اسباط ال الحسن المثلث و هم اصحاب السجادة البكرية , و كذلك ال العمودي الكرام حيث اثبتت كتب الصوفية نسبهم البكري على لسان غير واحد من السادة ال با علوي اشراف جنوب اليمن.

6. في المقابل فاننا نأخذ على السادة البكرية رغم كون فرعهم فرع العلماء و المؤلفين و نقباء الاشراف و السجادة و المناصب الرفيعة فاننا لم نر لهم جهدا بارزا في الحفاظ على النسب البكري لغير فرعهم.

google.com, pub-6158667176473643, DIRECT, f08c47fec0942fa0

احسنت يا هندسه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا أخي أيمن توضيح ممتاز....

اشكر لكم مروركم اخواني الكرام بارك الله فيكم

مجهود تشكر عليه

بالتوفيق دائما تقبل الله جهودكم يا شريف ايمن

شكرا جزيلا لكم و بارك الله فيكم

شكرا